كتاب الكتروني: الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، الفقيه الحجوي (عدة صيغ)

نبذة عن الكتاب: جاء في مقدمة التحقيق:

أما بعد:
"الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي" سفر جليل لعالم نحرير مدقق من جهابذة الخلف، تناول مُؤَلَّفَه نشأة العلوم الإسلامية، وهي متشعبة, لكنه ربط هذا بفقه، فجعله بابة الكتاب، فأجاد وأفاد عليه -رحمة الله.
وكم كانت تمس الحاجة لطرق هذا الموضوع لأهميته, فقد أصبحت العلوم السالفة طلاسم ذهبت مفاتيحها بانقطاع السند وقله أهل العلم، حتى حار طلاب العلم في تحصيل العلوم, فمنهم من طرق باب التمذهب عسى أن يجد ضالته.
ومنهم: من طرق باب المتون، ومنهم من ضرب سهم في الحديث، ومنهم ... ، ومنهم ...
فما كانت حصيلة هؤلاء إلّا تعقيد الجرير في الجرير, فما كانت بضاعتهم في العير، ولا في النفير -إلا مَنْ رحم ربي- حيث بدؤا مما انتهى إليه الأوَّلون، فلم يعرف هؤلاء درب المتقدمين في التأليف، إنما نظروا لرسمهم فحفظوا نقوشهم.
فهؤلاء كمن وقف أمام قصر عظيم متسع الأركان، كثير الحجرات، فأراد أن يدخل، لكن أبوابه موصدة، فعمد إلى تسوّرِ الأسوار، فبذل جهدًا جهيدًا، فقد يصل أو لا.
كذلك من طرق سبل التعلم دون أن يقف على التصور -إن صح التعبير- لنشأة العلوم وتطورها والطفرات العلمية، وظهور المدارس، وغير ذلك.
فهذا التصور أساس فهم العلوم والتبحر فيها، وجدير بالإشارة أن هذه العلوم لم تكن لها منهجية في حياة الأمة، أو مشروع نظامي، إنما نشأة العلوم وتطورها تكفل إلهي من الله -سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
وإنما غاية هذا "الفكر السامي" تصور اجتهادي مع دعم ذلك التصور بالحقائق التاريخية الثابتة، فهذا مؤلف فريد في بابه، عظيم في جوابه، قسم فيه مُؤلِّفه مادته إلى أربعة أقسام:
أ- القسم الأول: سماه: "طور الطفولية", ويعني: نشأة الفقه، وهو الذي يبدأ ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم، وينتهي بوفاته.
ب- القسم الثاني: سماه: "طور الشباب", وهو عصر الاجتهاد، ويبدأ ببداية عهد الخلفاء الراشدين, وينتهي بنهاية القرن الثاني.
ج- القسم الثالث: سماه: "طور الكهولة", وفي هذا الطور بيَّنَ فيه المؤلف توقف الخط البياني للفقه عن الصعود، أي أنه لم تُضف للفقه أيّ إضافات جديدة بحركة الاجتهاد، إنما انتشر خط جديد وهو التقليد والركون إليه.
د- القسم الرابع: سماه: "طور الشيخوخة والهرم المقرب من العدم", وهو عنوان يتحدث عن مضمونه فلا يحتاج إلى تفصيل, ويبدأ ببداية القرن الخامس إلى وقتنا هذا.
ومما لا شَكَّ فيه عظم الخطب المتناول في هذا التصنيف البديع.
وكثير ما روادتني فكرة التأليف في هذا الموضوع لأهميته القصوى, ووعدت إخواني القراء بذلك في تقديمي لكتاب "الترغيب والترهيب", كذا "الإقناع لابن المنذر", فكانت مشيئة العليم الحكيم أن يقع في يدي هذا السفر الجليل، فرأيته حريّ بالاعتناء, وبضاعة ثمينة يجب أن تنشر، وما يفعل التراب في وجود الماء؟
ثم هذه الطبعة بعناية مركز تحقيق النصوص:
إسهام منها في نشر العلم النافع، مع الاعتناء به فأضافت:
1- العناية بأصل الكتاب المطبوع، حيث فتشت كثيرًا عن أصل خطي له دون جدوى، وهذا المطبوع بتحقيق فضيلة الدكتور عبد العزيز القاريء, طبعة جيدة، سيما وتعليقات فضيلة الدكتور أزالة الكثير من عور الكتاب، هذه التعليقات قد حافظنا على بعضها عازين الفضل لصاحبه، فجزاه الله خيرًا.
2- أصلحنا ما وقع في الكتاب من تحريف.
3- قمنا بالتوسع في مصادر تراجم النقلة المذكورين.
4- تخريج الأخبار الواردة في الكتاب.
5- وضعنا فهرس أبجدي للرواة المترجمين.
ثم هذه البضاعة المزجاة منا، إنما هي جهد بشري يعتريه ما يعتري غيره.
ولله الكمال وإليه القصد.
وكتبه أ/ أيمن صالح شعبان, مدير مركز تحقيق النصوص القاهرة -ليلة الأحد- 25 من شوال لعام 1415 من الهجرة النبوية المباركة.

* عن المؤلف:

الحَجْوي (1291 - 1376 هـ = 1874 - 1956 م)

محمد بن الحسن بن العربيّ بن محمد الحجوي الثعالبي الجعفري الفلالي: من رجال العلم والحكم، من المالكية السلفية في المغرب. من أهل فاس سكن مكناسة وجدة والرباط. ودرس ودرس في القرويين. وأسندت إليه سفارة المغرب في الجزائر (1321 - 1323) وولي وزارة العدل فوزارة المعارف، في عهد (الحماية) الفرنسية ونفر منه كبار مواطنيه وابتعدوا عنه، حتى قال فيه محمد البشير الإبراهيمي الجزائري من أرجوزة: وهذه صواعق من حجوي وهذه صواعق من حجوي مرسلة على الفقيه الحجوي! وعزل. ثم توفي بالرباط، ودفن بفاس. وهجر أهلها المسجد المجاور لتربته، فنقلته حكومة المغرب (في عهد الاستقلال) إلى مكان مجهول، بفاس. له كتب مطبوعة، أجلها (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي) أربعة أجزاء، و (ثلاث رسائل في الدين) و (المحاضرة الرباطية في إصلاح تعليم الفتيات في الديار المغربية) أحدث ضجة، وأتى بفائدة، و (التعاضد المتين بين العقل والعلم
والدين) محاضرة، ومثلها (مستقبل تجارة المغرب) و (النظام في الإسلام) و (الفتح العربيّ لإفريقيا الشمالية) ألقاها في الخلدونية بتونس، و (مختصر العروة الوثقى) ذكر فيه شيوخه ومن اتصل بهم، و (تفسير الآيات العشر الأولى من سورة لقد أفلح)

نقلا عن: الأعلام للزركلي

* ما هو الكتاب الالكتروني؟ هو كتاب يعد بصيغة قابلة للتشغيل والنشر على مختلف الأجهزة الالكترونية، وتعمل هذه الخدمة على إفراده بالنشر، وفصله عن الموسوعات، وتهيئته بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقه بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.

بيانات النسخ: تشمل ما يلي:

* المصورة (بي دي اف): الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي - طبعة نادرة جداً
المؤلف: محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي
نبذة عن الكتاب: الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي
4 مجلدات
مطبعة إدارة المعارف بالرباط - ( 1340 - 1345)

* نسخة أخرى مصورة: الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي - الحجوي ت شعبان ط. العلمية أدناه.

* الالكترونية (عدة صيغ): الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي
المؤلف: محمد بن الحسن بن العربيّ بن محمد الحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي (المتوفى: 1376هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان
الطبعة: الأولى - 1416هـ- 1995م
عدد الأجزاء: 2

تحميل الكتاب (عدة صيغ)

Twitter

Facebook

Youtube